بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
1- هذا الخبر مما يُزعج القلب حقاً،أن تتأخر وفاة الرجل حتى تكون بعد موقفه المشين الأخير،مما يدفع العبد للدعاء الصادق الدائم أن يُثبت الله قلوبنا على دينه؛فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة،وأن يحفظنا الله من أن نكون فتنة للذين آمنوا.
2- الحياة لا تعدو أن تكون مسافة بين العبد وبين لقاء ربه،طالت المسافة أو قصرت فلسوف تنتهي بهذا اللقاء،فليُعد كل مؤمن لهذا اللقاء عدته.
3- قد لا يملك العبد قلبه من الفرح بزوال هذا الظالم ،لكن الأولى أن يحفظ العبد قلبه من الدخول في هذا الباب،وأن يحمد الله على العافية،وأن يسأل الله أن يعيذنا من شر ميتة رجل ظالم يعقبها ما يجعلنا نترحم على أيامه ونرجو بقاءه،ولسنا والله نعلم ما تأتي به الأيام،ومن علم عظم قدر لقاء الله ،وعلم أنه ما منا إلا مقصر ليس معه ما ينجيه إلا أن تكون رحمة الله ويكون فضله = أحب جداً ألا يرجو إلا نجاة النفوس جميعاً،والأدب الشرعي في هذا الباب : إن لم تستطع الدعاء بالرحمة = فأشفق على هذه النفس من ثِقل هذا اللقاء العظيم..
4- ونحن بهذا الأدب لا نحفظ مقام هذا الميت بقدر ما نحفظ مقام رب العالمين جل وعلا ونحن بهذا الأدب إنما نريد أن يكون أول هم العبد وقصده أن يتعبد لله بالعبودية الواجبة عليه أولاً في هذه المقامات وهي التذلل والخضوع والخشية والرهبة والخوف من مالك القلوب وسلطانها سبحانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء..ووالله لا يبلغني خبر كهذا إلا وترتعد فرائصي أن أقبل على ربي بعمل كعمل هذا الميت..هذا هو همي أما غير ذلك ففيما أنا فيه من الهم بأن تشبه خاتمتي هذه الخاتمة ما يشغلني عنه..
5- من أثقل ما يأتي في ميزان العبد يوم القيامة العفو والمرحمة فلو عفونا عن مظالمنا في عنق هذا الرجل = لكان أنفع لنا،وقد أقبل على ربه والله وحده يُعامله بما يرى.
6- ليتعظ كل ظالم فإن الموت يأتي بغته وليحذر من قول أو فعل يأتي به يوم القيامة خصيماً للمؤمنين والمؤمنات والأحرار والحرائر..
والحمد لله وحده..
ومن والاه.