أرجو رحمتك مشرف
عدد المساهمات : 91 تاريخ التسجيل : 26/02/2010
| موضوع: القران الكريم واللغة العربية الأحد مارس 28, 2010 5:15 am | |
| - القران الكريم واللغة العربية
- في واقع الحال أن أجمل وأبلغ نص أدبي وديني وحضاري ودستوري، لم تبذل أمم كثيرة حكمت باسمه ولم تتحدث لغته، أدنى جهد لتعلم لغة هذا النص الذي حكمت العالمين باسمه!! ... طبعا أعني كتاب الله الخالد وآخر وحي السماء إلى الأرض "القرآن الكريم".
إن الحضارة العثمانية التي استمرت زهاء ثمانية قرون كانت لديها الفرصة لتدخل ضمن نسيج الأمة العربية كما فعلت مصر مثلا التي ما إن فتحت بابها للإسلام حتى فتحت بابها للعروبة... عروبة اللسان والحضارة والدين...فلم يكن مستساغا للعقلية المصرية أن تدين بدين لا تفهم لغته، وهو دين يأمر كل من يعتنقه أن يستمع القول فيتبع أحسنه، فكيف يستحسن ويتبع من لا يفهم لغة دينه!!!
لم تسقط الحضارة العثمانية سوى لأنها عزلت نفسها لغويا عن دينها الذي تستمد منه قوتها وشرعية وجودها، بل قاومت تسرب المفردات العربية إلى اللغة التركية، ومما يضحك في هذا الشأن أنهم عقدوا مؤتمرا لتنقية اللغة التركية من المفردات العربية وتناقش المؤسسون ماذا يسمون المؤتمر، ثم استقر رأيهم على أن يسموه: "مؤتمرات تنقيات لغات".
وأكثر من تعجبي من تركيا التي تجتر اليوم مرارة الفرصة الضائعة ، أتعجب من إيران... تلك الدولة التي تدعي جدارتها وأحقيتها بقيادة العالم الإسلامي وتطبيق ثورتها في شتى بقاعه، وهي في حد ذاتها مجتمع كهنوتي، قلة من العلماء تعرف اللغة العربية لغة الدين؛ تقصر مفاهيمه وعلومه على مفاهيمها وعقولها، أما ما يحصل عليه عامة الناس من الدين فهو ما يتعلمونه من هؤلاء المرجعيات الذين نصبوا أنفسهم سدنة وكهان لدين لا يعلم العامة لغته ولا يستطيعون تأدية رسالته !!!
إنها الكارثة المقبلة إن لم يفهم هؤلاء الناس أن العروبة والإسلام صنوان لا ينفصلان، وأنهم إذا أرادوا الريادة في أمة الإسلام فليمدوا أيديهم للعروبة قبل أن يمدوها للإسلام.
وقد يعتقد الكثيرون ان هذا قد تغير، حيث أن جميع رجال السلك الدبلوماسي الإيراني ومعظم من يقطنون المدن العربية يتحدثون العربية بطلاقه
- واننى اقول هذا بحكم انتقائهم من متحدثي العربية ليكونوا مناسبين لطبيعة عملهم، وهو عرف جار في البعثات الدبلوماسية، أما الحقيقة في داخل ايران فهي أن اللغة العربية ممنوعة مطلقا من المناهج الإيرانية، وحتى في المناطق السنية العربية من إيران مثل "الأحواز"، تمنع الجمهورية الإيرانية أبناء تلك المناطق من تعلم اللغة العربية في مدارسهم، وتعاقب من يخالف ذلك، الحقيقة أن الحكومة الثيوقراطية الحاكمة وفق المذهب الشيعي، وولاية الفقيه، تخشى شعبها أن يتعلم الإسلام الحقيقي من مصادره الأصلية إذا ما تعلم اللغة العربية!!!!.... نفس الخطأ الذي تمادى فيه أتاتورك حين ظن أن رفعة تركيا هي أن تدير ظهرها للعروبة قبل الإسلام، فألغى كتابة اللغة التركية بحروف الأبجدية العربية، وترك بلده في لهاث وراء أوروبا تكاد تنقطع بسببه أكبادها !!!
| |
|