كم جميل لو بقينا أصدقاء

ليست كل وردة جميلة نقطفها يجب ان تكون رائحتها زكية
ليس كل حجر في باطن الارض يجب ان يكون غالي و ثمين
ليس كل معلم يستحق ان نطلق عليه مربي الاجيال



ذلك هو الحال في الصداقة فليس كل شخص يصادفنا في حياتنا هو صديق حقيقي لنا
فالصديق هو ذلك المخرج الآمن الذي نسير فيه وقت مصيبتنا و الذي يوصلنا لبر الامان
هو ذلك السند الحقيقي الذي نتكئ عليه في محنتنا ليمدنا باللحظات السعيدة
هو ذلك الصدر الحنون الذي نقص له كل ما يدور في خواطرنا و جوارحنا فيكون بهذا مستودع
لأسرارنا و حكايانا

فالمعدن كلما دعكته اكثر ظهر لمعانه و بريقه
ذلك هو الصديق الحقيقي فكلما ارتكزت عليه و جعلته يشاركك في احزانك و آلامك فتح لك قلبه
و يده و استقبلك بأجمل ترحاب
فهو الذي يجعل الغابة الموحشة جنة تسكنها اجمل الحوريات و يجعل الايام الطويلة
و المملة تجري في حساباتك و كأنها لحظات

فترى بقربه كل شيء جميل و تحب المكان الذي يجلس فيه و تتمنى لو تكون مثله في كل شيء فيصبح
مع مرور الوقت القدوة و المثل الاعلى لك
فترفض بأن يأتي شخص آخر و يدنس هذا المعنى الجميل بأستخدامه اجمل الكلمات و اروعها
و هو في داخله يخفي الحسد و الغيرة و الحقد اتجاهك
فعندما يحين ذلك الوقت ترى نفسك في سراب كنت تراه واحة غناء
فتصمت و تقول بصوت خافت يعلوه الشجن "لا توجد صداقة حقيقية في هذا الزمان"


كم هو صعب اكتساب الثقة وتكوين الصداقات
وكم هو سهل فقدان تلك الثقة وخسارة تلك الصداقات

مسيرة حياتنا الطويلة تعلمنا الكثير الكثير .. فكم منا مرت عليه بعض خيبات الأمل
وردد القول "لا توجد صداقة حقيقية في هذا الزمان"
وكم منا لا زال يحيا ذلك الشعور الرائع بوجود أصدقائه الأوفياء ؟؟